الإنفلونزا، المعروفة أيضًا بالأنفلونزا الموسمية، هي عدوى فيروسية تؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي. وعلى الرغم من تقدم العلم في فهم المرض وطرق الوقاية منه، إلا أن هناك العديد من المعتقدات الخاطئة التي تدور حول الإنفلونزا. هذه المعتقدات يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات خاطئة قد تزيد من انتشار المرض أو تعرقل الوقاية والعلاج الفعّال. في هذا المقال، سنستعرض خمسة من أبرز المعتقدات الخاطئة عن الإنفلونزا وكيف يمكن تصحيحها.
1. الإنفلونزا تشبه نزلات البرد في أعراضها
أحد المعتقدات الأكثر شيوعًا هو أن الإنفلونزا مجرد نزلة برد شديدة. بينما يبدو أن الأعراض قد تكون مشابهة في بعض الحالات، إلا أن الفرق بين المرضين واضح من حيث شدتهما وتأثيراتهما على الجسم. نزلات البرد عادة ما تكون خفيفة وتستمر لفترة قصيرة، وتشمل أعراضها سيلان الأنف والعطس والاحتقان. من ناحية أخرى، الإنفلونزا تؤدي إلى أعراض أكثر حدة مثل الحمى المرتفعة (التي تتراوح عادة من 38.5 إلى 40 درجة مئوية)، والقشعريرة، والتعب الشديد، وآلام في العضلات، والصداع، والسعال الجاف. كما أن الإنفلونزا يمكن أن تتسبب في مضاعفات خطيرة مثل التهاب الرئة أو فشل الجهاز التنفسي، خاصة لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
2. يمكن الوقاية من الإنفلونزا باستخدام المضادات الحيوية
يعتقد بعض الأشخاص أن المضادات الحيوية يمكن أن تعالج الإنفلونزا بشكل فعال، وهو اعتقاد خاطئ. المضادات الحيوية تعمل فقط ضد البكتيريا ولا تملك أي تأثير ضد الفيروسات، بما في ذلك فيروس الإنفلونزا. لذلك، لا يمكن استخدام المضادات الحيوية للوقاية من الإنفلونزا أو علاجها. على الرغم من ذلك، في بعض الحالات، قد يصاب الشخص الذي يعاني من الإنفلونزا بعدوى بكتيرية ثانوية مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن، وهنا قد يكون استخدام المضادات الحيوية ضروريًا ولكن فقط بناءً على توصية الطبيب. أفضل طريقة للوقاية من الإنفلونزا هي التطعيم السنوي ضد الفيروس، بالإضافة إلى ممارسات النظافة الجيدة مثل غسل اليدين بانتظام.
3. الإنفلونزا لا تكون خطيرة إلا للأطفال وكبار السن
يعتقد الكثيرون أن الإنفلونزا تقتصر مخاطرها على الأطفال وكبار السن فقط، لكن هذا ليس صحيحًا. في الواقع، يمكن أن تكون الإنفلونزا خطيرة لأي شخص، بما في ذلك الشباب الأصحاء. الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل أمراض القلب أو السكري أو الربو هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة نتيجة للإنفلونزا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصاب الشخص المصاب بالإنفلونزا بمضاعفات قد تؤدي إلى دخول المستشفى أو حتى الوفاة، خاصة إذا لم يتم علاج المرض في وقت مبكر. لذلك، يجب على الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإنفلونزا، بما في ذلك تلقي اللقاح السنوي والابتعاد عن الأشخاص المصابين بالمرض.
4. بمجرد أن تشفى من الإنفلونزا، تكون محميًا مدى الحياة
يعتقد البعض أن الإصابة بالإنفلونزا مرة واحدة تعطيهم مناعة مدى الحياة ضد الفيروس، لكن الحقيقة هي أن الفيروس يمكن أن يتغير من عام إلى عام. يوجد العديد من سلالات فيروس الإنفلونزا، ولذلك فإن اللقاح الذي يتم تطويره كل عام يهدف إلى حماية الأفراد من السلالات الأكثر شيوعًا والمعدية في ذلك العام. لذلك، حتى إذا أصيب الشخص بالإنفلونزا في العام الماضي، فهو لا يزال معرضًا للإصابة بالسلالة الجديدة من الفيروس في العام التالي. بالإضافة إلى ذلك، قد تتغير قدرة جهاز المناعة على محاربة الفيروس بمرور الوقت، مما يجعل من الضروري تلقي اللقاح السنوي.
5. لا داعي للقلق بشأن الإنفلونزا في فصل الربيع أو الصيف
الكثيرون يعتقدون أن الإنفلونزا هي مشكلة موسمية تحدث فقط في فصل الشتاء، وأن خطر الإصابة بها ينحسر مع بداية فصل الربيع أو الصيف. لكن هذه فكرة خاطئة. بينما يزداد انتشار الفيروس في فصل الشتاء بسبب الظروف البيئية التي تسهم في انتقال الفيروس، يمكن أن تحدث إصابات بالإنفلونزا أيضًا في فصول أخرى من السنة. الفيروس يمكن أن ينتشر طوال العام في مختلف الأماكن، ولهذا السبب يعتبر التطعيم ضد الإنفلونزا أمرًا مهمًا طوال العام، لا سيما إذا كنت في منطقة جغرافية تشهد تغيرات في المناخ.
الخلاصة
من خلال التصحيح والتوعية حول هذه المعتقدات الخاطئة، يمكننا تحسين فهمنا للإنفلونزا وطرق الوقاية منها. فبينما قد يكون من السهل الوقوع في فخ المعتقدات الشائعة، من المهم أن نكون على دراية بالحقائق العلمية حول المرض. تذكّر أن الوقاية هي أفضل طريقة لمكافحة الإنفلونزا، وأن اتخاذ التدابير الوقائية مثل الحصول على اللقاح سنويًا، والابتعاد عن الأشخاص المصابين، والممارسات الصحية الأخرى، يساعد في تقليل احتمالية الإصابة بالمضاعفات الناجمة عن هذا الفيروس.
